أصدقاء الأرض … أصدقاء البيئة!!!
المهندس هاشم نايل المجالي ….
إن تفعيل مفهوم المواطنة البيئية المجتمعية والعالمية بات له أهمية كبيرة في ربط أفكار المواطنين حول هدف نبيل وإنساني مشترك بين أفراد الشعب الواحد، للحفاظ على بيئة الأرض، وفي مواجهة التحديات الجسيمة التي تتعرض لها من العابثين بها. فالإنسان هو الذي يصنع الأزمات والمشكلات البيئية ويدمر مواردها لأهداف وأسباب مختلفة.
من هنا تنبع أهمية تنشئة المواطنين على السلوكيات التي تعبر عن أهمية توعية المواطنين نحو البيئة المجتمعية، وكيفية محافظة المواطن على بيئته من التلوث، وكيف يساهم في إنتاج الخطط لمواجهة تحديات التلوث البيئي والتغير المناخي، وأهمية تعاونه أو اشتراكه مع الجمعيات والمنظمات الاجتماعية المعنية بالاهتمام بالبيئة، وكيف يكون أكثر وعياً بالأخطار المحدقة جراء سلوكيات سلبية اتجاه البيئة.
حيث إن فكرة المسؤولية كانت على الدوام في جوهر فكرة المواطنة، فالنفايات البشرية والكوارث أو مصادر التلوث الناتجة عن النشاط الصناعي وغيرها من المصادر، فكل ظاهرة تسبب سبباً لتفاقم المشاكل، وما ينتج عن ذلك من انتشار الأمراض والأوبئة، وأي جهة مسؤولة عن ذلك تسعى بالتعاون مع أبناء المجتمع المحلي لخلق بيئة صحية سليمة، وهو حق من حقوق الإنسان في وطنه: حق الحصول على مياه نظيفة، وغذاء نقي من الملونات والكيماويات، ليتمتع بصحة سليمة، حيث مقومات الصحة الرئيسية: الهواء النقي الخالي من التلوث، ومياه الشرب النقية، والمأوى الصحي السليم.
فمن المعلوم أن مفهوم المواطنة يشير إلى العلاقة القانونية والسياسية التي تربط الفرد بالدولة، وترتب التزامات متبادلة بين الطرفين: حقوق للمواطن وواجبات عليه، ولقد ظهر مؤخراً مفهوم “المواطنة البيئية”، فكل فرد هو مواطن ينتمي لهذا الوطن، ولديه مسؤولية مشتركة مع الجهات المعنية للحفاظ بيئياً على وطنه بسلوكياته وأفعاله، والمساهمة في حل المشكلات.
و”المواطنة البيئية” تنظر إلى ما هو أبعد من المصالح والمكتسبات الشخصية، وعلى المواطن التصرف بمسؤولية وإيجابية تجاه البيئة. فلقد شاهدنا كثيراً من الظواهر السلبية الخطيرة حين يلجأ المواطن إلى قطع الأشجار المعمرة للحصول على الحطب من أجل بيعه، وما خلفه من سوء استخدام وسلوك أدى إلى حرائق نالت مئات الآلاف من الأشجار، وما احتاج من جهد كبير لإطفاء تلك الحرائق، وما كانت ستشكله من مخاطر بيئية على المواطنين القاطنين في تلك المناطق.
فعلينا تقييم المخاطر جراء ذلك، وما يجب على المواطن العمل على مقاومتها، مع مقترح أن تكون في المجتمعات، والكثير من المناطق الحرجية أو السياحية وغيرها، جمعيات “أصدقاء الأرض” أو “أصدقاء البيئة”، وتعمل على إصدار حملات توعية بطرق مختلفة.
وعلى الجهات المعنية أن تصدر “الهوية البيئية” لكل مواطن يعمل على حماية البيئة، ويخضع إلى دورات توعية وإرشاد في مجالات البيئة من خلال المنظمات المتخصصة بالبيئة.
فالهوية البيئية تتطلب نمواً في الوعي الشعبي بمسائل البيئة ومواجهة الكوارث بأنواعها، لتشكيل بالتالي مجتمع واعٍ مثقف مدرك لأهمية المحافظة على البيئة.
الكاتب من الأردن