غزة .. عقيدة وفكر مقاوم
دينا الرميمة …
لطالما سمعنا ورأينا تصريحات ودعوات من وزراء الحكومة الصهيونية لاستخدام الجوع في غزة كسلاح بعدما عجزت كل أسلحة الشرق والغرب التي بأيدهم في إستيطانها و إخضاع مقاومتها ،
فسموتريتش قالها علنا ورددها ان الجوع هو من سيخضع غزة معتبرا منع المساعدات عن غزة أمر مبرر وأخلاقي ،،
وكذلك بن غفير دائما مايوجه بتشديد الحصار حتى لايبقى أمام الغزيين القبول بالتهجير أو الموت لمن يرفضه ويصف إرسال المساعدات لغزة بالإفلاس أخلاقي، ويقول أن ما يجب إرساله هو القنابل والغارات والاحتلال وتشجيع الهجرة منها!!
مثل هذه التصريحات ليست وليدة ماتمر به غزة حديثا من تجويع، فالكيان الصهيوني منذ لحظات الحرب الأولى كان الحصار خيارهم الأول فقطعوا الكهرباء والماء ومنعوا كافة المساعدات التي كانت تدخل غزة، ولو كان بأيديهم لقطعوا حتى الهواء من سمائها، غير ان الشيء المقزز والمستفز أنهم يصنعون لجرائمهم التبريرات ويطلقون على افعالهم الأوصاف الإنسانية،
ولا غرابة في ذلك فهم من سبق وان اعطوا لحربهم على غزة صبغة دينية وأطلقوا على عملياتهم صفات تلمودية من توراتهم المحرفة!! وهم ومن بعدهم العالم يعلمون تمام العلم انهم قد تجاوزوا كل قوانين الأرض والسماء،
ومع ذلك نرى العالم يصمت وكأنه واقع تحت تأثير جرعة تخدير زائدة !!
هذا العالم هو من أعطاهم الحق في هذه الحرب وشرعنتها لهم تحت مبرر حقهم بالدفاع عن أنفسهم مع ان الجميع يعلم انه لا حق لمحتل بالدفاع عن نفسه على أرض لا يملكها!!
وهم ايضا من نثروا كل القوانين والخطوط الحمر تحت أقدام الصهاينة ليقتلون ويدمرون دون خجل أو خوف ماجعلهم يتطاولون على كل محرم ومقدس دون الإكتراث لأي انتقادات لفعلهم ولا لتلك المظاهرات التي تجوب شوارع العالم تنديدا بأجرامهم!!
يسعى الصهاينة من خلال حرب التجويع جعل الغزي جائعا ضعيفا يلهث وراء حفنة طحين لا وراء دبابة وميركافا وجندي صهيوني،
بهدف محو فكرة مقاومة من الأدمغة بأي أرض عربية حتى يتمكنوا من تحقيق هدف الشرق الأوسط الجديد الذي يسعون إليه منذ زمن ومعه تكتمل دولة اسرائيل الكبرى على أنقاض دولة فلسطين ومن ثم توسيعها من النهر إلى الفرات، بدعم الغرب الدبلوماسي والعسكري وصمت وتواطئ العرب!!
ولهذا فهم يتمادون في افعالهم فغزة ليست وحدها ضحية هذا التواطؤ فهناك بالضفة التي بقسمة اوسلو كانت من نصيب فلسطين نراها تعاني الهمجية والتهجير وحرق المزارع والهدم للمنازل التي عمرها يتجاوز وجود هذا الكيان سعيا لضمها إلى قائمة المدن الهصيونية،
ايضا رأى الجميع فعلهم وأفعالهم بسوريا ولبنان واليمن جميعها دول تعاني من تجاوزات الكيان واعتدائه المتكرر عليها..
وهنا أرى صدق وصف الإمام الخــميني للكيان الصهيوني بالغدة السرطانية التي تتكاثر بوحشية لتأكل كامل الجسد إذا لم تستأصل،
وربما نحن اليوم كعرب المدانون حين سمحنا لها بالتكاثر ولم نقم باستأصاله بل كان صمتنا عن فلسطين والاعتراف بدولته واللهث وراء التطبيع معه سببا في تثبيته بيننا، وهاهو اليوم ينهش في جسد أمة صامتة غافلة متجاهلة أن الخطر الذي حل بغزة يقترب من كل شبر من أرضها سواء القريب من فلسطين أوالبعيد
وكلما علينا اليوم هو ان نعترف ونعرف أن غزة لازالت حتى اليوم هي المترس المعيق لهم من أن يتمددوا اكثر ومن ان ينهشوا جلد وعظم كل واحد فينا،
نعم غزة التي خذلها العرب وتركوها تموت عطشا وجوعا وهي التي تقف سدا منيعا يعيق الصهاينة من الوصول إليهم بمقاوميها الذين أنجبتهم من رحم الأحتلال ومعاناة فلسطين كل فلسطين،
هم اليوم يدافعون عنها وعن شرف أمة بروح بطولية نكلت بالجيش الصهيوني ومن مسافة صف صار كل دعم الغرب العسكري لهم
رمادا، هم من قطعوا أوصال حكومة نتن ياهو وزعزعوا أسم دولته من ذاكرة داعميه،
حتى بات العالم مذهولا بشجاعتهم وعملياتهم العسكرية بما حملتهم قلوبهم من عقيدة إيمانية هي نفسها العقيدة الجهادية التي غرسها النبي الكريم في أمته فتغلبت على قوى الفرس والروم ومن بعدهم الصليبيين
هذه العقيدة هي من جعلت أعداء محمد يتيقنون أن هزيمة المسلمين يستحيل ان تكون بالسلاح العسكري والحروب القتالية فلجأوا للغزو الفكري والحرب الناعمة التي تسلب الروح إيمانها وتبعد أصحابها عن دينهم وعقيدتهم وربما لفترة نجحوا بذلك لكنها اليوم لم تعد تجدي فماحاولوا أماتته قد عاد حيا في غزة واصبح خطرا يهدد كل مخططاتهم على الإسلام والمسلمين، هذه العقيدة هي التي حملها اليمنيون وبها أعادوا للإسلام مجده وللعروبة كرامتها سواء عند دفاعهم عن أنفسهم وأرضهم أو بمعركة الفتح الموعود التي دخلوها إسنادا لغزة وفلسطين وقريبا وبها ستتحرر فلسطين من بحرها إلى نهرها وبها حتما سيعوداليهود مشتتين في كل أزقة الأرض وحواريها يتحمل عبئ وجودهم كل العالم المنافق .
الكاتبة من اليمن