غزة تحترق والعرب صامتون… دماء الأبرياء أقوى من بيانات الاستنكار
محي الدين غنيم ….
مرة أخرى تثبت إسرائيل أنها دولة خارجة عن القانون، تضرب بعرض الحائط كل القرارات وكل البيانات وكل القمم العربية والإسلامية، غير آبهة إلا بلغة الدم والقتل والتدمير. فبعد القمة العربية الإسلامية في الدوحة التي لم ترتقِ لمستوى طموحات الشعوب، ولم تُصدر إلا بيانات باهتة لا تُسمن ولا تُغني، جاءت إسرائيل لتؤكد استهزاءها بكل تلك المخرجات عبر غزو دموي جديد لغزة، ارتكبت خلاله مجازر مروعة بحق المدنيين العُزّل، في تحدٍ سافر للعالم بأسره.
دماء الأطفال التي تسيل في شوارع غزة اليوم هي الشاهد الأكبر على عجز الأمة، وصمتها المخزي، وتخاذل قادتها. فما قيمة قمم لا تحمي شعوباً، وما فائدة بيانات استنكار لا توقف مجازر ولا تردع عدواً متوحشاً؟ إسرائيل أدركت منذ زمن أن العرب لا يملكون إلا الكلام، وأن العالم الإسلامي غارق في انقساماته، لذلك تواصل عربدتها بلا حساب.
لقد آن الأوان للتحرك الحقيقي: فرض العقوبات، قطع العلاقات، إلغاء المعاهدات، وتحويل الغضب الشعبي إلى مواقف سياسية ودبلوماسية واقتصادية صارمة، فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين، وغزة اليوم هي امتحان الأمة بأسرها. إما أن تتحول القمم إلى أفعال، أو تبقى وصمة عار جديدة تضاف إلى سجل الهزائم والصمت العربي الطويل.
الكاتب من الأردن