“الملك عبدالله الثاني… صوت القدس الهادر وسند غزة الصامدة رغم أنف المشككين”
محي الدين غنيم ….
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، كان جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، في مقدمة المدافعين عن الحق الفلسطيني، لا بالشعارات ولا بالمزايدات، بل بالمواقف الصلبة والتحركات الفاعلة التي حفظت للأردن مكانته الثابتة في الدفاع عن القضية المركزية للأمة.
لم يكن جلالته يوماً متفرجاً على نزيف الدم في غزة، بل كان صوت الضمير العربي والإسلامي في كل المحافل الدولية، محذراً من جرائم الاحتلال ومطالباً بوقف العدوان فوراً، ومؤكداً أن ما يجري ليس دفاعاً عن النفس كما يدّعي الاحتلال، بل جريمة حرب مكتملة الأركان ضد شعب أعزل.
تحرك الأردن بقيادة جلالة الملك إنسانياً وسياسياً وعسكرياً، فكانت الجسور الجوية الأردنية إلى غزة تنقل الغذاء والدواء والرحمة قبل أن ينطق العالم بكلمة واحدة.
كما أقامت القوات المسلحة الأردنية المستشفيات الميدانية داخل القطاع وخارجه، لتكون بلسم الجراح التي تركها الصمت الدولي، ولتثبت أن الهاشميين لا يكتفون بالدعاء، بل يمدّون اليد فعلاً قبل القول.
ورغم حملات التشكيك المغرضة التي تُبث بين الحين والآخر من أبواق مأجورة لا تعرف معنى الوفاء ولا تدرك ثقل الموقف الأردني، فإن الحقائق على الأرض تُكذّب كل افتراء.
فالأردن هو المدافع الأول عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وجلالة الملك عبدالله الثاني هو صاحب الوصاية الهاشمية التي حافظت على هوية القدس العربية الإسلامية في وجه التهويد الممنهج.
لقد قالها الملك بوضوح أمام العالم: “لن نقبل بأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ولن يكون هناك أمن في المنطقة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.”
بهذه العبارة لخص جلالته ثوابت الأردن، وأكد أن فلسطين ليست ورقة تفاوض، بل قضية عقيدة وشرف ودم.
واليوم، وبعد مرور شهور طويلة على العدوان، ما زال الملك عبدالله الثاني صوت العقل والحكمة والكرامة في زمن الخنوع والصمت، وما زال الأردن بقيادته الدرع السياسي والإنساني الأول لغزة وأهلها، لا يسعى لمجد إعلامي ولا لمكاسب سياسية، بل ينطلق من مبدأ ثابت: مناصرة المظلوم واجب، والدفاع عن فلسطين شرف الأمة.
أما أولئك الذين يشككون بدور الأردن وجلالته، فليعلموا أن التاريخ وحده سيكتب من كان مع فلسطين بصدق، ومن كان يتاجر بها بشعارات جوفاء.
الكاتب من الأردن