“الحقد” غريزة متأصلة وطبيعة متجذرة في قلوب اليهود عبر التاريخ
بقلم🖋️الكاتب/🗒️/صلاح الجوحمي …..
الحقد، الكراهية، الحسد، المكر، الخبث والدهاء الملوث وغيرها من الصفات التي تندرج تحت مفهوم الرذيلة التي تتنافى كليا مع مفهوم الفضيلة التي فطر الله الناس عليها.
جميع هذه الصفات وغيرها من المفاهيم المنافية للمبادئ والأخلاق والقيم الإنسانية تتجسد في روح وشخص الإنسان اليهودي منذ أن وجدت هذه الطائفة باستثناء الأنبياء منهم الذين عانوا أشد المعاناة من قومهم وتعرضوا للبطش والقتل والأذى بسببهم كما قال الله تعالى: (لقد أخذنا ميثاق بني اسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) سورة المائدة الآية (70).
وأبسط مثال على ذلك الأذى ما تعرض له أبوهم إسرائيل المعروف بسيدنا يعقوب (عليه السلام) وذلك من أحب وأقرب الناس إليه وهم أبناؤه الذين أوغلوا في ظلمه وحرمانه من استمرار متابعته ورعايته لفلذة كبده الذي تعلق به كثيرا، حيث حالوا بينه وبين ابنه يوسف (عليه السلام) الذي يعتبر أجمل مولود وأفطن طفل على وجه الأرض من الإستمرار بالعيش والنمو قرب أحن إنسان لعقود أفقدته نور بصره حتى إذا ما شاء الله بإعادته عليه بعد حين، كما حكى الله قصتهم في سورة يوسف.
كثيرة هي القصص التي تحدثت عن سوئهم وحقدهم لبني الإنسان دون سواهم عبر تاريخهم الملوث بالظلم والحقد والكراهية ليس ضد المسلمين فحسب وإنما ضد الجميع من مسيحيين ونصارى وحتى ضد الآخرين من ذوي المعتقدات والطوائف والمذاهب والأديان الأخرى من مشركين وملحدين.
# ما حصل سابقا من جرائم خلال العقود المنصرمة لاحتلال اليهود لفلسطين “كصبرا وشاتيلا” و “دير ياسين” و “عين الزيتون” و “مذبحة الحرم الإبراهيمي” و “مجازر الأقصى الأولى والثانية والثالثة” و”جنين” و “حيفا” و”قلقيلية” و “محرقة غزة” وغيرها العشرات من الأعمال الدموية تعتبر أدلة واضحة على النزعة الدموية التي يتميز بها اليهود.
# أما ما حصل منذ بداية معركة طوفان الأقصى وما يجري حاليا في غزة وغيرها والتي لا يتسع المقام لذكرها نظرا لحجمها وأعدادها المهولة وبشاعتها التي تتعدى كل المقاييس، والتي تعتبر من أقسى وأعنف الممارسات الإجرامية الشاهدة على جرمهم وحقدهم التاريخي ضد المسلمين، تماما كما هو الحال مما قابلها من أحداث شنيعة وصادمة بحق المسلمين والمسيحيين على حد سواء في لبنان، جميعها تعتبر أمثلة وأدلة أثبتت مصداقية كراهيتهم وحقدهم لبني الإنسان دون سواهم كما أسلفنا عبر التاريخ.
# الحديث يطول عن هذا الموضوع، وبخصوصه يطيب لي أن أتطرق لذكر قصة تناولت جزءا كبيرا من الحقد الدفين الذي يميز اليهود عن غيرهم كما ذكره الكاتب الإنجليزي الشهير وليام شكسبير “William Shakespeare” في قصته المشهورة والمعروفة “تاجر البندقية”
“The Merchant of Venice”
# حيث تدور أحداث القصة حول التاجر “باسانيو” الذي يحتاج إلى مال لخطبة حبيبته “بورشيا” نظرا لعدم توفر المال لديه خلال تلك الفترة حيث طلب المساعدة من صديقه الشهم التاجر “أنتونيو” المعروف بالكرم وحبه لأعمال الخير.
# وكما تحكي القصة، فلم يمانع التاجر الطيب “أنتونيو” والذي يعتبر بالحقيقة (مسيحيا) كما هو الحال لبقية شخصيات القصة أو المسرحية ما عدا “شيلوك” (اليهودي) المعروف بالنصب والإحتيال والمتاجرة بالربا والحقد الكبير كما سيأتي.
* ونزولا عند رغبة “باسانيو” وتلبية لطلبه قام “أنتونيو” باقتراض المال من اليهودي “شيلوك”، وبعد التفاوض وافق “شيلوك” على القرض وبدون فائدة (وذلك بعد تفكير طويل حيث اعتبرها فرصة سانحة للنيل من “أنتونيو” الذي يكرهه بلا حدود) لكنه اشترط عليه أنه سيأخذ رطلا من لحمه في حال عدم تسديد المبلغ في الوقت المحدد والمتفق عليه.
* في حقيقة الأمر، لم يحمل “أنتونيو” الشرط على محمل الجد ووافق عليه رغم عدم ثقته في صاحبه.
(وقد اشترط “شيلوك” ضرورة الإمضاء على الإتفاق بشكل رسمي، لذلك ذهبا معا الى أحد المحامين للتوقيع على ما اتفقا عليه تنفيذا لمقدم الطلب.
* استلم “أنتونيو” القرض وسلمه لصديقه “باسانيو” ولم تكن سوى أيام حتى تزوج من حبيبته “بورشيا” لكن أنتونيو فشل في سداد المبلغ بسبب تأخر سفنه وبضائعه في البحر وعدم وصولها في الوقت المتفق عليه، وهنا كانت المفاجأة التي لم يتوقعها حتى الشيطان، حيث قدم “شيلوك” دعوى من المحكمة على “أنتونيو” مطالبا بضرورة تنفيذ الشرط وهو أن يقتص منه (رطلا من اللحم) من أي مكان يريد في جسده حسب الإتفاق المبرم بينهما سابقا.
* كل ذلك الإصرار حصل على مرأى ومسمع من الحاضرين في المحكمة وقد أثار استغراب الجميع من قضاة ومحامين وهيئة محلفين وتجار ومواطنين.
* حاول القاضي إقناع “شيلوك” بأنه لا يمكن أخذ رطل من لحم “أنتونيو” دون إراقة للدماء لكن إصراره كان أكبر.
* عرف الجميع مدى الحقد في قلب “شيلوك” وبان على حقيقته، واستعد أحد التجار التبرع بسداد المبلغ الكبير كاملا حبا وإكراما للتاجر الطيب “أنتونيو” وكرها لليهودي الحقود “شيلوك”، ومع ذلك رفض “شيلوك” رفضا قاطعا وقال بأنه لا يريد المال من أحد وأنه لا يريد سوى اقتطاع اللحم من جسد “أنتونيو” الذي كان دائما يوبخه على معاملته القاسية للناس وعلى أخذه الفوائد الربوية مقابل قرضهم.
# ونتيجة لذلك ضج جميع الحضور ضد اليهودي “شيلوك” وحكمت المحكمة بإيداعه في السجن، والصفح عن “أنتونيو” حسبما اختتم الكاتب والأديب العالمي شكسبير مسرحيته التي أوضحت مدى حقد اليهود ضد المسيحيين والتي تعتبر مثالا واضحا لحقدهم ضد الجميع من (مسيحيين ومسلمين) وغيرهم كما هو معروف. كما جسدت هذه القصة الأكثر من رائعة مفاهيم: (الحقد والكراهية) و (العدل والرحمة) و (الصداقة والحب) و (والتسامح والغفران)..الخ..
# وأخيرا… فإن ما تم ذكره يعبر عن الطبيعة البشرية الشاذة لدى اليهود التي تتسم بالنزعة الإنتقامية والحقد والكراهية للمسلمين وغيرهم من معتنقي الديانات والمعتقدات والطوائف المختلفة كما أسلفنا، حيث نلاحظ هذه الصفات متجذرة فيهم وشاهدة على تصرفاتهم كما لو أنهم قد خصوا بها دون سواهم ممن ينتمون الى بني الإنسان منذ الأزل.
———————————————
الخميس/بتاريخ/18/12/2025م
الموافق/28/جماد الثاني/1447هـ
الكاتب من اليمن