وزير إسرائيليّ يكشف: نتنياهو ضغط على ترامب لفرض عقوباتٍ على إيران لتجفيف منابع حزب الله وإرضاءً للدول العربيّة السُنيّة المُعتدلة المُتوجسّة من تمدد طهران
شبكة وهج نيوز : في ظلّ الأنباء المتواترة عن سعي أمريكا لتشكيل حلفٍ عسكريٍّ بين الدول العربيّة المُعتدلة بمُشاركتها وبمُشاركة إسرائيل على نسق حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، وفي ظلّ التصريحات الرسميّة الصادرة من تل أبيب عن التقارب بيت دول الخليج، وفي مقدّمتها السعوديّة، لتساوق مصالحهما في وقف ما يُسّمى وقف التمدّد الإيرانيّ-الشيعيّ في منطقة الشرق الأوسط، في ظلّ هذه المعطيات، يُصبح حزب الله اللبنانيّ، المُتحالف مع إيران وسوريّة، مُستهدفًا من واشنطن وتل أبيب، لأنّه وباعترافٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ بات التهديد الإستراتيجيّ الأوّل على أمن الدولة العبريّة.
في السياق عينه، إذا أقدمت إسرائيل على شنّ عدوانٍ ضدّ حزب الله، وهو الأمر الذي يستبعده حتى الآن جميع المُحللين العسكريين في تل أبيب، فإنّها ستحظى بدعمٍ غربيٍّ أوتوماتيكيٍّ من الغرب، والقصد من أوروبا وأمريكا، لأنّ حزب الله بالنسبة لهم، هو منظمةً إرهابيّةً، والهجوم الإسرائيليّ على حزب الله، يندرج ضمن معجمهم، في إطار الحرب على الإرهاب.
ولكن الخطير في الأمر، أنّ إسرائيل حصلت علاوة على الغطاء الشرعيّ الغربيّ لعدوانها، على شرعيّةٍ من دول مجلس التعاون الخليجيّ، الذي اتخذّ في آذار (مارس) من العام 2016 قرارًا اعتبر فيه حزب الله منظمةً إرهابيّةً، وهذا القرار ستستخدمه إسرائيل لتغطية عدوانها البربريّ في حال تمّ إخراجه إلى حيّز التنفيذ.
علاوة على ذلك، يجب التذكير بأنّه مع اندلاع حرب لبنان الثانيّة في صيف العام 2006، أصدرت السعوديّة بيانًا رسميًا قالت فيه إنّ حزب الله أدخل لبنان في مغامرةٍ غيرُ محسوبةٍ، الأمر الذي يقطع الشكّ باليقين بأنّ موقف الرياض العدائيّ من المنظمة اللبنانيّة ليس وليد اليوم، بل يعود إلى أكثر من عقدٍ من الزمن، علمًا أنّه في تلك الفترة لم تكُن العلاقات بين السعوديّة وإيران متوترةً إلى الحدّ الذي وصلت إليه الآن بعد تصريحات وزير الخارجيّة السعوديّ عادل الجبير في مؤتمر الأمن الذي انعقد قبل أيّامٍ في ميونيخ بألمانيا، واتهمّ إيران بالإرهاب وبمحاولاتها المُتكررة لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي هذه العُجالة يجب التذكير بما كشفه وزير الاستخبارات الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، عن أنّ أحد الأهداف الرئيسية لنتنياهو هو تجنيد الرئيس الأمريكيّ لضرب مساعدة إيران الماليّة والعسكريّة لحزب الله، موضحًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ طلب من ترامب وضع إسفين بين حزب الله وإيران عبر فرض عقوبات مشددة تدفع طهران إلى التفكير مرتين قبل توسيع دعمها لحزب الله. وهو ما يكشف عن خطّةٍ جديدةٍ-قديمةٍ تهدف إلى محاولة فرض معادلة على الجمهورية الإسلاميّة تدفع بموجبها أثمانًا اقتصاديّةً مؤلمةً، نتيجة دعمها لحزب الله. وتُجسّد هذه الرؤية تكرارًا لمعادلة فرض العقوبات على إيران نتيجة تطور برنامجها النوويّ.
وبرأي الوزير كاتس، في مقابلة مع موقع بلومبرغ، فإنّ هناك حاجة لفرض عقوبات تشل حزب الله، وتتضمن توجيه تهديدٍ حقيقيٍّ بفرض عقوباتٍ على إيران إذا لم توقَف هذه المساعدات، خاصّةً أنّها تُشكّل مصدر قدراته الماديّة والعسكريّة.
وأكّد وزير الاستخبارات أنّ على الجهات الدوليّة أنْ تكون لها المصلحة في إضعاف حزب الله. مع الإشارة إلى أنّ ما كشفه كاتس يأتي بعد سلسلة لقاءات واسعة بين نتنياهو والأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، إضافةً إلى العديد من المؤسسات ذات الصلّة بصناعة القرار السياسيّ والأمنيّ في تل أبيب، التي قدّمت التقديرات والتوصيات لنتنياهو عشية زيارته الأولى لواشنطن في حقبة الرئيس ترامب.
في السياق عينه، توقّع مصدر إسرائيليّ رفيع الارتقاء درجة في فرض عقوبات شالّة،، والتهديد بفرض عقوباتٍ أخرى على إيران، بهدف تجفيف منابع التمويل وتسليح حزب الله. وأضاف أنّه على الولايات المتحدّة قيادة حازمة لعملية تغيير لواقع حزب الله، وهو ما يحظى بدعم الدول السنية في المنطقة، على حدّ تعبيره.
وكشفت المصادر الإسرائيلية عن أنّ نتنياهو ناقش مع ترامب تعاظم تهديد الأسلحة الدقيقة لحزب الله على الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، ومن غير المُستبعد أنْ يكون قد توصلّ معه إلى تفاهمات في ما يخص المعركة المقبلة المحتملة ضد حزب الله، بحسب المصادر في تل أبيب.
في السياق ذاته، شدّدّ رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيليّ، الجنرال عاموس يدلين، على أنّ إيران وأتباعها، وتحديدًا حزب الله، هم التهديد الاستراتيجيّ الأكبر على إسرائيل. ورأى أنّ هناك مصلحة إسرائيليّة في إقامة جبهة إقليمية قوية بقيادة واشنطن ضدّ الأنشطة الإيرانية الواسعة في المنطقة، واصفًا تشكيل مثل هذه الجبهة بأنّه فرصة تاريخيّة من أجل توفير ردٍّ استراتيجيٍّ على التهديد الإيرانيّ، في إشارة إلى تحالف إسرائيل والسعودية ودول إقليميّة أخرى لهذه الغاية.
ودعا يدلين، الذي كان يتولّى رئاسة الاستخبارات العسكرية (أمان) أيضًا إلى ضرورة تفعيل قوّةٍ خاصّةٍ مهمتها وقف شحنات الأسلحة الإيرانّية عبر البحر والجو، إضافةً إلى إتبّاع سياسة هجوميّة ضد منظومة حلفاء إيران وضرب أنشطة قوة القدس. معتبرًا أنّ هذا الأمر في غاية الأهميّة كونه ضروريًا من أجل التأسيس لفهم في طهران، أنّ إدارة ترامب مستعدّة لمواجهة إيران، والمخاطرة بذلك، وهو ما لم تعتمده واشنطن في السابق، بحسب تعبيره.
المصدر : “رأي اليوم”- من زهير أندراوس
