ثقافة الانفتاح … والمصلحة الوطنية !!!

 

ان الانفتاح حالة ذهنية لا تعني بطبيعة الحال الخروج على انفسنا بقدر ما تعنيه تنبيه النفس وهي تعني التساؤل عن الملائم وعن الغير ملائم في كل شيء سواء عاداتنا او تقاليدنا او سلوكياتنا وقوانيننا وطريقة حياتنا اذن الانفتاح على طريقة التساؤل نحو التغير نحو الافضل والاكثر ملاءمة وطريقة تحقيق ذلك في ظل رؤية واقعية للمستقبل منطلقين من ان الفرد في أي مجتمع هو اللبنة الاساسية لتطور ونمو هذا المجتع ويتطلب الانفتاح اعادة ترتيب البيت الداخلي بتواصل الحكومة مع الشعب من خلال وسائل كثيرة ومتعددة ومن خلال المنظمات الغير حكومية والنقابات والاحزاب وغيرها وكذلك المعارضة دون ان يكون هناك أية قطيعة فالكل له حرية الرأي والتعبير المتزن الذي يصب في المصلحة الوطنية والانفتاح يعني ايضاً انفتاح مكونات المجتمع تجاه اجزائه وعلى الثقافة العالمية والتاريخ لم يعد يرحم الانغلاق والفكر الاحادي ولم يعد هناك مستقبل لاي دولة مركزية منغلقة على نفسها ولقد اسدل الستار على مدارس الانغلاق والتقوقع .
ان نقيض الانفتاح هو الانغلاق على الذات فكما شاهدنا دولاً انهارت بسبب الانغلاق الديني واستغلال الدين لغايات اخرى في الاضطهاد وقمع الحريات ولقد جاء الانغلاق من هزائم الخوف على المكتسبات الذاتية ومن اساليب المحافظة على حكم غير ديمقراطي والانفتاح يحترم كافة فئات المجتمع واعلاء حقوق الفرد ومواجهة السلوكيات السلبية والمحافظة على المكتسبات الوطنية لتطويرها ويدعم الاصلاح والانفتاح نجاح لأي نظام سياسي يؤمن بتحقيقه ويؤمن بالانفتاح على مكوناته لصناعة المستقبل وهناك عدة ضوابط لهذا الانفتاح الفكري والاجتماعي والسياسي والمنهجي والفلسفي وان يكون دون انبهار بثقافات وسياسات لدول اخرى بل مع ما يتلائم وواقعنا وقيمنا ومبداءنا ومصالحنا الوطنية فهناك انفتاح نافع وهناك انفتاح ضار وهناك انفتاح مفيد وآخر غير مفيد وهناك انفتاح محمود عنوانه الوعي والادراك والابداع واستعمال الادلة العقلية وسعة الاطلاع اما الانفتاح المذموم فهو التبعية والانهزام لذلك علينا ان ندعم الانفتاح الذي يبني الانسان والمجتمع وآلية التعامل مع كل ما حولنا بفكر وعقلانية والانفتاح مصطلح عرفي يراد به سعة الادراك والاطلاع وعدم قصر الفكر على مجال محدود وتنوير للعقل وإزالة الانغلاق والتقليد الاعمى ولا ان يحلل ما حرمه الله علينا ولا ان نخرج من انغلاق الى انغلاق آخر او طريقاً للمفسدة او ما هو ضررٌ على المصلحة الوطنية ويجب ان يكون الانفتاح بحث على العلم والتعلم والامر بالتفكير واستعمال الاقناع والبرهان في الدلالة وتجنب الشبهات التي من شأنها الاساءة للدين او الطريق نحو التيه والانحراف والتطرف وان يكون هذا التواصل الحضاري من خلال الانفتاح الايجابي داعياً للسلم والسلام واليس للصراع والصدام تحت أية مسوغات او مبررات وان يهدف اساساً لبلورة خطاب معرفي وفكري يتسع للثقافات المختلفة ويهتم بالمشترك الانساني كقيمة انسانية ولقد اصبح ضرورة واقعية توجب التهيئة لمناخ مناسب لتفاعل ثقافة الانفتاح والتواصل والحوار البناء سواءعلى المستوى الداخلي او الخارجي وان يكون هناك صمام امان ومدخل سليم لتجاوز أية حالة خروج عن المسار السليم او الانقسام او الصراع الداخلي ولنعرف موطيء القدم السليم لنستشرق المستقبل الآتي وسلك طريق الريادة وكما شاهدنا ان هناك وبالرغم من كل التحذيرات فئة من ابناء هذا الوطن نبتت على غير هدى بسبب ما تلبست به افكارهم من شوائب وسارت بهم عقولهم لما فيه الضرر لهم ولغيرهم فوقعوا صرعى وضحية بيد فئة مضلله متطرفة ممن يتمنون الدمار والخراب لهذا الوطن ولينشروا الفتنة والضلالة ليضيع الامن والامان وعلينا الاخذ بيد شبابنا الى طريق الجادة قبل ان تتخطفهم الايدي الآثمة التي تمتد في الخفاء لتأخذهم الى الهاوية وعلينا ان نبصر شبابنا بما يدور من حولنا من فتن مهلكة تاكل الحرث والنسل وتسبب القتل والدمار والظلم كل ذلك بسبب غياب الوعي الفكري وتعلقهم بشبهات زرعها في عقولهم اصحاب المطامع السيئة من التنظيمات المتطرفة والمنحرفه .

المهندس هاشم نايل المجالي

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

قد يعجبك ايضا