الفعاليات تتواصل رفضا لـ«صفقة القرن»… وإسرائيل تدفع بقوات إضافية… والسلطة تسهّل طريق المتظاهرين

وهج 24 : تواصلت حالة الغضب الشعبي في مدن الضفة الغربية، رفضا لـ «صفقة القرن» الأمريكية. وعلى غرار اليومين الماضيين، اندلعت مواجهات شعبية في عدة مناطق تماس، بعد ليلة ساخنة (الأربعاء)، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.

واندلعت مواجهات في العديد من مناطق التماس شمال ووسط وجنوب الضفة. ورشق المشاركون جنود الاحتلال بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات السيارات، فيما قام جنود الاحتلال باستهدافهم بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات في مخيم العروب، وبلدة سعير شمال شرق الخليل.
وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال هاجموا بقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، الشبان الذين خرجوا تنديدا بـ»صفقة القرن» في مخيم العروب، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بالاختناق، كما داهم الجنود عددا من منازل المخيم، خلال مطاردتهم الشبان المحتجين.
كما شهدت بلدة سعير مواجهات عنيفة على شارع الخليل-القدس، قرب منطقة وادي خنيس.
وشارك حشد كبير من محافظة أريحا والأغوار، في مسيرة حاشدة منددة بـ»صفقة القرن»، رفعوا خلالها أعلاما فلسطينية وصورا للرئيس محمود عباس، ولافتات كتبت عليها عبارات منددة بسياسة الولايات المتحدة المنحازة لدولة الاحتلال، و»صفقة القرن» وأخرى تطالب المجتمع الدولي بتطبيق الشرعية الدولية والمبادرة العربية.
وخلال المسيرة قال مسؤول حركة فتح في أريحا نائل أبو العسل «إننا صامدون في أرضنا ونرفض المشاريع والحلول التي تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية»، مضيفا ان «مصير الصفقة الفشل ومزبلة التاريخ»، مؤكدا أن الصفقة الأمريكية  لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة كفاحه حتى نيل حريته واستقلاله.
وأصيب عشرات العمال الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، غرب بلدة قفين التابعة لمدينة طولكرم شمال الضفة.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال طاردت مجموعة من العمال في الأراضي المحاذية للجدار الفاصل خلال محاولتهم الوصول إلى أماكن عملهم داخل أراضي 1948، وأطلقت الأعيرة النارية وقنابل الغاز باتجاههم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال مواجهات في مخيم عين شمس شرق طولكرم عددا من الشبان، وتخللها إطلاق للقنابل المسيلة للدموع.
ودفع جيش الاحتلال بتعزيزات إضافية إلى الضفة الغربية وحدود قطاع غزة، تحسبا لاتساع دائرة المواجهات وحالة الرفض الشعبي لـ «صفقة القرن»، وأعلن جيش الاحتلال أن دفعه بالتعزيزات جاء بناء على تقييم الوضع الذي يتم إجراؤه بشكل متواصل، وأنه جرى الدفع بتعزيز القوات القتالية في فرقتي الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولوحظ انتشار كبير لقوات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة وأحيائها، وتحديدا قرب ساحة باب العامود والشوارع المحاذية لها، لمنع أي تجمع فلسطيني ضد «صفقة القرن».
يشار إلى ان قادة جيش الاحتلال عقدوا برئاسة وزيرهم نفتالي بينيت، جلسة تقييم، خشية من تطور الأوضاع، في ظل الدعوات الفلسطينية لتصعيد المواجهة، وجاء الدفع بتلك القوات تحسبا لاندلاع مواجهات كبيرة اليوم الجمعة، خاصة في المناطق المهددة بالمصادرة لمصلحة المستوطنات.
وكانت مواجهات عدة قد اندلعت ليل أول من أمس الأربعاء، بعد مواجهات شعبية شارك فيها الشبان الغاضبون ظهر ذلك اليوم، في إطار تلبية الدعوات لتصعيد فعاليات «الغضب الشعبي»، حيث اندلعت مواجهات في بلدة عزون التابعة لمدينة قلقيلية.
وأصيب سبعة مواطنين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة، وذلك خلال اقتحامها بلدتي قريوت وبيتا، وأغلق جنود الاحتلال خلال المواجهات مفترق البلدة.
وظلت المواجهات مستمرة في عدة أحياء في مدينة القدس المحتلة، حتى منتصف ليل أول من أمس الأربعاء، رفضا لـ «صفقة القرن»، حيث اندلعت مواجهات في بلدة العيسوية، اطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية بكثافة، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.
وأطلق شبان غاضبون من بلدة عناتا شمال القدس المحتلة المفرقعات والألعاب النارية صوب مستوطنة «بسغات زئيف»، الكائنة بين بلدتي حزما وعناتا ومخيم شعفاط.
كما اندلعت مواجهات عنيفة عند الحاجز العسكري في مخيم شعفاط، أطلقت خلالها القوات قنابل الغاز بكثافة نحو البيوت السكنية والشبان، حيث أغلقت قوات الاحتلال العديد من الشوارع الرئيسية في المخيم، فيما اندلعت مواجهات عنيفة في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة.
وكانت مصادر فلسطينية قالت إن أكثر من 40 مواطنا أصيبوا الأربعاء خلال المواجهات التي اندلعت في عدة مناطق تماس مع الاحتلال.
ودعت حركة فتح على لسان الناطق باسمها أسامة القواسمي، المواطنين لتحمل مسؤولياتهم، وتفعيل مقاطعة البضائع الاسرائيلية، ورص الصفوف، و»قطع الطريق على الطابور الخامس، وصناع الفتن والإشاعات».
وأكد أن الثوابت النضالية «ترتكز على الوحدة الوطنية، وتصعيد المقاومة الشعبية الشاملة، وتكريس نهج المقاطعة، والانتفاض في وجه المخطط الاستعماري الصهيو-أمريكي على كافة المستويات الشعبية والسياسية والقانونية، والتمسك بحقوقنا كاملة دون انتقاص».
في السياق، كشف موقع «واللا» العبري أن السلطة الفلسطينية قررت تقليص «التنسيق الأمني» وعدم اعتراض طريق المتظاهرين المتوجهين لنقاط التماس في الضفة الغربية من الآن فصاعدا وذلك خلافاً لما كانت تقوم به سابقا.
ووفقا للموقع، فقد وصفت السلطة «صفقة القرن» بـ «الخطة الاستعراضية»، وأنها معدة لخدمة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحسب الموقع فقد زعم أن جيش الاحتلال سيقلص عملياته داخل المخيمات الفلسطينية في الضفة خلال الأيام المقبلة خشية تفجر الأمور.
وكان الرئيس محمود عباس قد قال عقب الإعلان عن الصفقة، خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية، إنه سيتم البدء فورًا باتخاذ كل الإجراءات التي تبدأ بتغيير الدور الوظيفي للسلطة، مؤكدا أن «القدس ليست للبيع وصفقة القرن مؤامرة لن تمر وأن هذه الصفعة سنعيدها صفعات في المستقبل».
وكشف النقاب أيضا أن الرئيس عباس بعث برسالة خطية حادة إلى بنيامين نتنياهو، هدد فيها بـ»كسر القواعد»، وإلغاء «التنسيق الأمني».
وحسب تقارير إسرائيلية فإن الرسالة التي تأتي على خلفية الغضب الفلسطيني حيال «صفقة القرن» سلمها وفد بقيادة وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، إلى وزير المالية الإسرائيلية موشيه كحلون، لإيصالها إلى نتنياهو بعد عودته الخميس من موسكو.
وحسب ما كشف، فإن الرسالة كتبت باللغة العربية وبخط يد الرئيس عباس، وأنه جاء فيها أن السلطة الفلسطينية ترى في «صفقة القرن» تخليا أمريكيا واسرائيليا عن «اتفاق أوسلو»، وأنها ستخبر الجامعة العربية بذلك، وذلك بعد أن رفض الرد على اتصال ورده من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما رفض رسالة شخصية بعث بها الأخير له عبر مستشاريه.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا