الاحتلال يواصل احتجاز جثمان الشهيد الأسير سامي العمور وتراب غزة ينتظر احتضانه

وهج 24 : لا تزال حالة الحزن والحداد تخيم لليوم الثاني، على السجون الإسرائيلية التي يقبع فيها آلاف الأسرى الفلسطينيين، حدادا على الشهيد الأسير سامي العمور، فيما يستمر أربعة أسرى إداريين في معركتهم ضد السجان، بعد أن حقق أحدهم انتصارا جديدا، بتحديد موعد حريته.

وتسود سجن “عسقلان” حالة من التوتر الشديد، وقال نادي الأسير إن الأسرى أقدموا على إحراق أحد مرافق السجن احتجاجا على استشهاد الأسير العمور، لافتا إلى أن إدارة سجون الاحتلال، نقلت الأسير أيمن الشرباتي للعزل الانفرادي.

وفي هذه الأثناء، لم يُعرف إن كانت سلطات الاحتلال ستسلم جثمان الشهيد العمور لذويه في قطاع غزة، أم ستبقيه كغيره من جثامين الأسرى الذين استشهدوا داخل الزنازين في “ًثلاجات الموتى”، حيث لا تزال سلطات الاحتلال تحتحز جثامين الأسرى الشهداء: أنيس دولة، وعزيز عويسات، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر.

وقد طالبت والدة الأسير العمور بأن تودعه شهيدا، بعد أن حرمت من رؤيته خلال الأسر، كما طالبت عائلته بأن تتسلم جثمانه لدفنه في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وبشكل مستمر ترتكب قوات الاحتلال انتهاكات جسيمة ضد الأسرى، وتعرضهم للتعذيب والتنكيل، وتمارس بحقهم الإهمال الطبي، ما يؤدي لوفاتهم إما داخل الأسر، أو بعد إطلاق سراحهم بوقت قصير.

وفي هذا السياق، وثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين شهادات اعتقال لشبان تعرضوا للضرب والتنكيل أثناء اعتقالهم. وأوضحت الهيئة في بيان، أن من بينهم الأسير موسى غانم (18 عاما) من مدينة الخليل والذي تعرض لحظة اعتقاله للضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي بالأيدي والأرجل وأعقاب البنادق، ثم عصبوا عينيه بقطعة قماش وتم تقييده بقيود بلاستيكية، ليقتادوه بعدها إلى مركز تحقيق “عتصيون” حيث يقبع هناك.

إلى ذلك جرى اعتقال الأسير مؤيد عادل نمر (28 عاما) من مخيم قلنديا الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بعدما قامت قوات الاحتلال بمداهمة منزله وتفتيشه والعبث بمحتوياته، وضربه على رأسه ومختلف أنحاء جسمه ثم نُقل إلى معسكر “بيت إيل”، ليقتادوه بعد ذلك إلى مركز تحقيق “عتصيون”. وأشارت الهيئة إلى أن الأسير نمر تعرض للاعتقال مرات عديدة وقضى في سجون الاحتلال 71 شهرا.

هذا ويواصل أربعة أسرى معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، رفضا لاعتقالهم وطلبا للحرية، مستمدين عزيمتهم من زملائهم الذين سجلوا انتصارات على السجان الإسرائيلي، وآخرهم الأسير علاء الأعرج، الذي انهى إضرابه الخميس، ومن قبله الأسير مقداد القواسمي.

والأسرى المضربون هم كايد الفسفوس، منذ 128 يوما، وهشام أبو هواش منذ 59 يوما، وعياد الهريمي منذ 58 يوما، ولؤي الأشقر مضرب منذ 40 يوما.

ويقبع الأسير الفسفوس (32 عاما) من مدينة دورا في مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، بوضع صحي خطير، حيث رفضت المحكمة العليا للاحتلال مؤخرا التماسا هو الرابع من نوعه، للمطالبة بالإفراج عنه، وتفيد التقارير الطبية بأن أعراضا بدأت تظهر على الفسفوس قد تعرضه للوفاة المفاجئة، سيما ظهور علامات تشير إلى بداية تجلط في الدم.

وكان  نادي الأسير الفلسطيني، أعلن مساء الخميس انتصار أن الأسير علاء الأعرج علّق إضرابه المفتوح عن الطعام والذي استمر 103 أيام، بعد أن ألغت سلطات الاحتلال أمر اعتقاله الإداري.

وأوضح المحامي جواد بولس أن جلسة عُقدت للأسير الأعرج في المحكمة العسكرية التابعة للاحتلال في معسكر “سالم”، قررت خلالها تمديد اعتقاله حتى نهاية الإجراءات القضائية وذلك بعد تقديم لائحة اتهام بحقّه، وتحويله إلى قضية، وبعد إصدار المحكمة قرارها، أعلنت نيابة الاحتلال إلغاء أمر اعتقاله الإداري، حيث علّق الأسير إضرابه.

وقالت والدته نبيلة الأعرج، إن ما حدث يعد “انتصارا فلسطينيا للأسرى في معركتهم البطولية لتحقيق حريتهم”.

والأسير الأعرج (34 عامًا) من بلدة عنبتا شرق طولكرم، وهو مهندس مدني، اعتقله الاحتلال في شهر يونيو الماضي، وتم إصدار أمر اعتقال إداريّ بحقه، وخلال إضرابه حوّلته مخابرات الاحتلال للتحقيق ، وقد واجه ظروفًا صحية خطيرة حيث يقبع في سجن “عيادة الرملة”، وظهرت عليه أعراض صحية خطيرة، كما أنه تعرض للاعتقال عدة مرات منذ العام 2007، من بينها اعتقالات إداريّة، ووصل مجموع سنوات اعتقاله إلى أكثر من خمس سنوات بشكل متفرق، وخلال فترات اعتقاله السابقة فقد والده، كما أن طفله الوحيد أبصر النور وهو رهن الاعتقال.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا