التيلفريك.. مخطط إسرائيلي خطير لتهويد القدس وطمس هويتها العربية الإسلامية- (صور)

وهج 24 : نظم المركز العربي للتخطيط البديل داخل أراضي 48 ندوة في القدس للتعريف بمخاطر مخطط التلفريك الذي يصل غربي المدينة بشرقها والتحذير من  مخاطره عليها وعلى هويتها وطابعها العربي- الإسلامي.

وشارك في الندوة عدد من ممثلي المؤسسات المحلية والدولية والدكتور حنا سويد رئيس المركز العربي للتخطيط البديل الذي استعرض المخططات الإسرائيلية التي تستهدف الشطر الشرقي من القدس وتعزيز وتكثيف الاستيطان في المناطق العربية فيها وتأثيراتها على أهاليها. واستعرض سويد مخطط التلفريك الإسرائيلي، وأخطاره على مختلف الجوانب الحياتية والاقتصادية والاجتماعية، وتأثيراته السلبية على القدس وعلى منطقة سلوان بالتحديد، حيث يستهدف هذا المخطط تغيير المسار السياحي في البلدة القديمة في القدس، واستبداله بمسارات جديدة يكون في مركزها مجمع “كيدم” الاستيطاني، المزمع بناؤه قبالة باب المغاربة، ليكون مركزا سياحيا وتجاريا ضخما يخدم أهداف المستوطنين. ومن المفترض أن تقام في هذا المركز المحطة الأخيرة لـالتلفريك لهذا المشروع التهويدي.

محطة القطار القديمة في البقعة

ومن المفترض أن تنطلق سلال التلفريك من محطة القطار القديمة (في حي البقعة غربي القدس) باتجاه حي أبو ثور، لتعبر من هناك فوق وادي ربابة، باتجاه جبل صهيون، ومن ثم لتتجه إلى منطقة باب المغاربة بمحاذاة أسوار البلدة القديمة. وستمر سلال التلفريك فوق بيوت أهالي سلوان، وستقام الأعمدة الضخمة لإسناد الكوابل المعلقة وسط مجمعات البيوت السكنية، مما سيؤدي إلى هدم بيوت عديدة ومصادرة أرضها والتسبب بأضرار للبيوت المحاذية.

وأشار سويد إلى أن هذا المخطط يهدف إلى تعزيز سيطرة المستوطنين في منطقة باب المغاربة وسلوان، وأن الأهداف التي تقف وراءه هي سياسية محضة، وأنه يكرس سياسة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على القدس. وعرض سويد تفاصيل وصور مخطط التلفريك، وصورا توصيفية للمشهد العام لـأسوار القدس بعد تنفيذ مخطط التلفريك المزمع، تظهر فيها عربات التلفريك فوق بيوت أهالي سلوان، وبمحاذاة أسوار القدس المحتلة.

أضرار جسيمة

 وشارك في الندوة سحر عباسي بيضون من مركز “مدى” في سلوان، حيث عرضت أمام المشاركين الأخطار المحدقة لهذا المخطط وتأثيراته على أهالي سلوان. وتحدثت حول الأخطار والأضرار الصحية والبيئية، التي سيتسبب بها هذا المخطط لسكان أهالي وادي حلوة وسلوان. وقالت إنه من الأفضل أن يتم استثمار هذه الأموال الطائلة التي ستصرف على تنفيذ المخطط، في تحسين أوضاع السكان الاجتماعية، ورفع مستوى التعليم، والتقليل من معاناة أهالي سلوان المتزايدة. وأكدت أن هذا المخطط هو استيطاني بامتياز، وأنه يأتي لتعزيز وتكثيف الوجود الاستيطاني في المنطقة.

 واستعرضت بدور حسن من مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان الجوانب القانونية التي ينتهكها الاحتلال لتغيير معالم المدينة، وسهولة تسريع المخططات الاستيطانية الاحتلالية في القدس، وتعزيز دور منظمات المستوطنين كجمعية العاد. وقالت إن إسرائيل مستمرة بسياستها للسيطرة على حياة الفلسطينيين في القدس، وإنه يجب التصدي لهذا المخطط، لأنه يسعى لتغيير معالم القدس وأن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودا عديدة على حياة الفلسطينيين في القدس المحتلة. وتابعت “يجب أن نتعلم من دروس الماضي، ومن المخططات السابقة التي تم تنفيذها في القدس، وتطوير وسائل وخطوات التصدي لإفشال هذه المخططات”.

جولة ميدانية

وبعد اختتام الندوة تم تنظيم جولة ميدانية في مسار مخطط التلفريك، انطلاقا من منطقة باب المغاربة ووادي حلوة ووادي ربابة، باتجاه حي أبو ثور، لاطلاع المشاركين على الأضرار الجسيمة التي سيتسبب بها هذا المخطط، لأهالي سلوان على وجه الخصوص، حيث ستلاصق الأعمدة التي تحمل كابلات التلفريك بيوت أهالي سلوان.

وقام بإرشاد الجولة الأستاذ روبين أبو شمسية، حيث قدم شرحا مفصلا حول الأماكن والمواقع التي تقع ضمن مسار التلفريك، والأخطار التي سيتسبب بها هذا المشروع للآثار والمواقع التاريخية وللسكان. وبدأت الجولة من مدخل وادي حلوة، بـمحاذاة البؤرة الاستيطانية التي تسمى مدينة داوود، بمحاذاة أعمال الحفريات والبناء في ركن الشارع، حيث من المزمع إقامة مبنى كيدم الاستيطاني بارتفاع 4 طوابق، ليكون هناك المحطة الأخيرة لمشروع التلفريك في مرحلته الأولى، حيث من المزمع استكمال هذا المخطط في مرحلة أخرى من منطقة باب المغاربة (بناية كيدم المزمعة) إلى جبل الزيتون وكنيسة الجثمانية ومن ثم إلى حي البستان في سلوان، لتعود السلال إلى محطة كيدم المزمعة. وسارت الجولة في حي وادي حلوة في عدد من المواقع التي ستمر سلال التلفريك المزمعة من فوقها، واطلع المشاركون على الأضرار التي ستلحق ببيوت الحي والأهالي عن قرب.

أسوار القدس العتيقة

 واستمرت الجولة بمحاذاة أسوار البلدة القديمة باتجاه حي أبو ثور وتم التوقف في عدة مواقع للاطلاع على مسار المخطط. وطبقا لمركز التخطيط البديل سيتسبب هذا المخطط الكارثي بتدمير أجزاء من بيوت حي وادي حلوة، بالإضافة إلى الأضرار اليومية من انتهاك خصوصية المواطنين والضجيج المستمر الذي ستسبب به هذه العربات، التي ستنقل آلاف المسافرين يوميا، كما هو مخطط.

ورغم الاعتراضات المهنية التي قدمها المركز العربي للتخطيط البديل وأهالي سلوان إلا أن المخطط المزمع تم إقراره بضغوط سياسية في لجان التخطيط الإسرائيلية، ورغم وجود عدد من الاعتراضات القضائية التي سيتم بحثها في المحكمة الإسرائيلية قريبا، إلا أنه لا يتم التعويل على قراراتها في وقف هذا المخطط، لذلك “يجب أن يستمر أهالي القدس وسلوان في التصدي لهذا المخطط الكارثي، لمنع تنفيذه بسبب الأضرار التي سيتسبب بها للمواطنين وللمعالم والآثار التاريخية”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا