سعد الحريري يعلّق عمله في الحياة السياسية ويعلن عدم ترشحه وتياره للانتخابات- (فيديو)

الشرق الأوسط نيوز : لم يعد الحديث عن عزوف رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري وتياره عن خوض الانتخابات مجرد معلومة بل بات واقعا بعد إعلانه رسميا من قبل الحريري بالذات الذي أطل من بيت الوسط في حضور أعضاء كتلته النيابية بكاملها ليعلن قرارة بتعليق عمله في الحياة السياسية ودعوة عائلته في “تيار المستقبل” لاتخاذ نفس الخطوة وكذلك عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسمه، قبل أن يختم مستعيرا عبارة والده قبل 17 سنة “أستودع الله تعالى هذا البلد الحبيب وشعبه الطيب”.

وجاء في كلمة الحريري المقتضبة “بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقع الخيار علي لمواصلة مشروعه السياسي… ‏لمواصلة مشروع رفيق الحريري، وليس لكي تبقى عائلة الحريري في السياسة، بغض النظر عن ‏المشروع والمبادئ والظروف.‏

ومشروع رفيق الحريري يمكن اختصاره بفكرتين: أولا: منع الحرب الأهلية في لبنان، وثانيا: حياة ‏أفضل للبنانيين. نجحت في الأولى، ولم يكتب لي النجاح الكافي في الثانية.‏

لا شك أن منع الحرب الأهلية فرض علي تسويات، من احتواء تداعيات 7 أيار إلى اتفاق الدوحة ‏إلى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات، وغيرها. ‏

هذه التسويات، التي أتت على حسابي، قد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول لحياة أفضل ‏للبنانيين. والتاريخ سيحكم.‏

لكن الأساس أن الهدف كان وسيبقى دائما تخطي العقبات للوصول إلى لبنان منيع في وجه الحرب ‏الأهلية، ويوفر حياة أفضل لكل اللبنانيين.‏

هذا كان سبب كل خطوة اتخذتها، كما كان سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي ‏الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الإخوة.‏

قد أكون قادرا على تحمل كل هذا، لكن ما لا يمكنني تحمله هو أن يكون عدد من اللبنانيين الذين لا ‏أرى من موجب لبقائي في السياسة سوى لخدمتهم، باتوا يعتبرونني أحد أركان السلطة التي تسببت ‏بالكارثة والمانعة لأي تمثيل سياسي جديد من شأنه أن ينتج حلولا لبلدنا وشعبنا”.

وأضاف “من باب تحمل المسؤولية، كنت الوحيد الذي استجاب لثورة 17 تشرين/أكتوبر 2019 فقدمت استقالة ‏حكومتي. وكنت الوحيد الذي حاول بعد كارثة 4 آب/أغسطس في بيروت تغيير طريقة العمل عبر حكومة ‏من الاختصاصيين. واللبنانيون يعرفون في الحالتين ما كانت النتيجة، وهم يتكبدون من لحمهم الحي ‏كلفة الإنكار.‏

ومن باب تحمل المسؤولية أيضا، ولأنني مقتنع أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ ‏الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن التالي:‏

أولا، تعليق عملي بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها.‏

ثانيا: عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار”.

وتابع الحريري “لأحبتي أبناء وبنات مدرسة رفيق الحريري أقول: ‏

نحن باقون بخدمة أهلنا وشعبنا ووطننا، لكن قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في ‏السلطة والنيابة والسياسة بمعناها التقليدي، وسنبقى من موقعنا كمواطنين متمسكين بمشروع رفيق ‏الحريري لمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة أفضل لجميع اللبنانيين.‏

نحن باقون بخدمة لبنان واللبنانيين، وبيوتنا ستبقى مفتوحة للإرادات الطيبة ولأهلنا وأحبتنا من كل ‏لبنان.‏

لا أنسى فضلكم، ومحبتكم وتعاونكم في أصعب الأوقات. لا أنسى فضل بيروت الغالية وأهلها ‏وشهداءها ومساجدها وكنائسها وروحها التي لا مثيل لروعتها في العالم، وطرابلس الفيحاء ‏وصلابتها وصبرها ووفاءها العظيم، وعكار الأبية والسلام على أهلها وعشائرها وبلداتها، وجنائن ‏الضنية وشواطئ المنية وروابي زغرتا والكورة والبترون وزهر القلمون، والبقاع بشرقه وشماله ‏وغربه وأوسطه، والجبل بكل قممه من المختارة وبكركي التي أضاءت الشموع والقلوب لرفيق ‏الحريري، والإقليم، ومربض طفولتنا وعرين العمة وأطيب الناس في صيدا، والجنوب وأهل الوفاء ‏في العرقوب وحاصبيا وراشيا.‏

والشكر من صميم قلبي لأحبائي ورفاق ورفيقات دربي في تيار المستقبل، ولدار الفتوى وسيدها ‏والعمائم البيضاء تحت قبتها”.

وختم “أخيرا، قد يكون أفضل الكلام في هذه اللحظة ما قاله رفيق الحريري في بيان عزوفه قبل 17 عاما: ‏‏”أستودع الله سبحانه وتعالى هذا البلد الحبيب لبنان وشعبه الطيب. وأعبر من كل جوارحي عن ‏شكري وامتناني لكل الذين تعاونوا معي خلال الفترة الماضية.‏ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، وغادر القاعة على الفور باكيا.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا