حينما تلتقي روسيا الإتحادية والصين الشعبية فإن هناك عهد جديد في العلاقات الدولية

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

تابعنا خلال اليومين الماضين الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الروسي بوتين إلى جمهورية الصين الشعبية، وهي تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة لأنها أظهرت مكنونات العلاقات القوية والتعاون بمختلف المنجزات المشتركة بين الشعبيين الروسي والصيني والقيادتين بوتين وشي جين بينغ، زد على ذلك أنها علاقات متجذرة وليست جديدة كما درج البعض على الترويج بهدف التضليل…

أيضا فاللقاء الروسي والصيني إستمر منذ سنوات عدة مضت لغاية أيامنا الحالية لما تمر به المنطقة والعالم من أحداث وأزمات وحروب مفتعلة من الصهيوغربيين للسيطرة على الدول وكل ما فيها من ثروات وخيرات، فروسيا والصين ومن خلال تلك القمم الثنائية تطلقان عهد جديدا في العلاقات الدولية، التي ستنهي وللأبد سيطرة القطب الواحد على الأرض وما عليها، وأيضا تعملان على إنهاء كل الأزمات والحروب في منطقتنا والعالم والتي أرهقت الجميع ومنعت التعاون والشراكة والإستقرار لإحداث التقدم والإزدهار بين الدول كافة، وروسيا والصين يعملان على إصلاح الأخطاء الأمريكية في منطقتنا والعالم، ويملآن الفراغ الكبير الذي أحدثته أمريكا في كل أزماتها وحروبها التي شنتها هنا وهناك وتركت شعوبها تائهة بدون وجود أي بريق أمل لها في الحياة وإستمرارها…

فحينما تلتقي روسيا مع الصين ذات الرؤيا العالمية والإستراتيجية يمتعض ويتنادى البعض للرفض والبعض الآخر للفبركة والإشاعات حتى لا تنجح تلك اللقاءات، مع العلم أن تاريخ تلك الدول وحاضرها ومستقبلها أصبح مرتبط ببعضه البعض ولم ولن يستطيع أحد في العالم أن يشكك أو يدبلج أو يكذب بهذا الخصوص أبدا، والصلات والعلاقات السياسية والعلمية والتحارية والصناعية والعسكرية..وغيرها دليل صادق على عمق تلك الروابط وعلى ذلك التاريخ الحضاري والإرث الإنساني بينهما…

ولقاء القادة بوتين وشي جين في بكين هو لقاء الأقوياء الذين إجترحوا الكثير من أجل شعوبهم وشعوب منطقتنا، كيف لا وهم يعملون على خدمة شعبيهما للوصول بهما إلى أعالي القمم، وتأمين حياة كريمة وسعيدة لهما خالية من الأزمات والحروب التي يحاول البعض فرضها عليهم وعلى شعوبهم وعلى شركائهم وحلفائهم في منطقتنا، بالرغم من كل المؤامرات والعقوبات التي كانت وما تزال تفرض من قبل الغرب عليهما، هذا غير الحصار الغربي على الشعبين والقيادتين ومحاولة التدخل في شؤون بلدانهم من قبل شياطين أمريكا وأوروبا إلا أنهما صمدا وصبرا وتحملا إلى أن أصبحا من الدول العلمية والتكنولوجية والإقتصادية والعسكرية الكبرى، والتي لا تستطيع أمريكا وكل دول الغرب من مواجهتهما…

ولقاء هؤلاء القادة الأقوياء في قمتهم الثنائية هام جدا لمنطقتنا وللعالم وتلك الزيارة ليس كما قبلها لأنها سترسخ مستوى عالي من التحالف والتعاون والشراكة وبكل المجالات ولحل كل الأزمات وسيتم تفعيل كل ما أتفق عليه ليكون واقع يلمسه الشعبيين الروسي والصيني وشعوب منطقتنا، والتي تم من خلالها توقيع إعلانا مشتركا للتصدي لأي تدخل أمريكي وغربي بشكل عام في شؤون الدول ذات السيادة تحت أية ذريعة كانت أو ححج وأكاذيب مدبلجة وسيناريوهات معدة مسبقا، وأيضا طلبا من أمريكا تخفيض التسلح والتخلص من الأسلحة الكيميائية والرؤوس النووية، مع وجوب إعطاء تطمينات مقبولة لدى الروس من الإستفزازات المفتعلة في أوكرانيا، وإتفقا أيضا على العمل معا لمنع توسع حلف الناتو النازي في شرق أوروبا أو غيرها من دول العالم…

وهي زيارة ليس كما قبلها لأنها ستفتح أبواب مرحلة قديمة وعهد جديد في علاقات البلدين والعلاقات الدولية، وسيتم زيادة وتوثيق التعاون بين البلدين والقيادتين وفي كل المجالات السياسية والإقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية والرياضية والطاقة، وفي مجال التنسيق الدولي مع حلفائهم وشركائهم في منطقتنا والعالم، وستستمر تنمية تلك العلاقات في السنوات القادمة لتصل إلى آفاق مذهلة سيتفاجئ منها العدو والصديق كما صرح بعض السياسيين الروس والصينين، لذلك تم توقيع عدة إتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين والقيادتين شملت كل المجالات التي تهم الشعبين وترفع من مستوى التعاون العسكري والإقتصادي لدولهم ولدول حلفائهم وشركائهم في منطقتنا والعالم، الأمر الذي سيؤدي إلى إفشال المؤامرات الغربية بكسر الحصار ورفض العقوبات الأحادية الظالمة وسيؤدي إلى حقبة تعاون وشراكة حقيقية وتقدم وإزدهار للدول كافة تمتد إلى أجيال قادمة…

لذلك نرجوا من دولنا العربية والإسلامية أن تمتن علاقاتها مع روسيا الإتحادية والصين الشعبية كما رسختها ايران وسوريا…وغيرها، لأنها دولا لم تتخلف يوما عن تقديم أسباب الدعم والقوة والمنعة لنا كأمة عربية وإسلامية سياسيا وإقتصاديا وعسكريا، الأمر الذي كان وما زال يصب في صالحنا وصالح قضايانا وقرارنا المستقل وإستقلالنا الحقيقي ومستقبل أجيالنا، مع دول تأكد لنا الندية في التعامل كشركاء وأصدقاء وأشقاء في الإنسانية، في عالم جديد شرعت روسيا والصين وبعض الدول العربية والإسلامية في منطقتنا كإيران وسورية وفي العالم الحر ببنائه بهدوء وصبر وبصيرة ثاقبة لحماية وتقدم وإزدهار وخدمة الإنسانية جمعاء…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب وباحث سياسي من الأردن

قد يعجبك ايضا