موجة غضب في عُمان بعد نشر ناشط صورة «كوب شاي» اشتراه في مسقط ويحمل حروفا عبرية

الشرق الأوسط نيوز : تسببت صورة نشرها ناشط عماني على تويتر لـ “كوب شاي”، قال إنه اشتراه من محل في العاصمة مسقط يتبع علامة تجارية معروفة، في موجة غضب واسعة بين العمانيين بسبب ما ظهر مكتوبا على الكوب.
الصورة التي نشرها الناشط العماني عماد بن سعيد الرواحي، على حسابه في تويتر أظهرت “كوب الشاي” وقد كتبت عليه عبارات باللغة العبرية ما أثار غضبه، ودفعه لنشر الصورة والتساؤل عن سبب ذلك.
وكتب ما نصه: “كوب شاي باللغة العبرية في العاصمة مسقط من محل ذي علامة تجارية مشهورة!”. وتابع متسائلا: “هل هي تهيئة بصرية ذهنية؟ أم تساهل من جهة رقابية؟ أم جرأة مطبّع؟ أم كل ما ذكر؟ ام غير ما ذكر؟”.
وتسببت هذه الصورة، التي انتشرت على نطاق واسع خلال وقت قصير، في جدل كبير بين العمانيين على تويتر ما دفع هيئة حماية المستهلك العمانية للدخول على الخط.
وأكد ناشط آخر أن هذا الكوب المكتوب عليه بالعبرية متواجد في أماكن أخرى في السلطنة، ونشر صورة لكوب آخر بحوزته وعلق: “أبشرك وصل عندنا، يعني حد نفسي لاحظ انه كوب بلغة العبرية، مادري وش الهدف ف الكوب بحروف اللغة العبرية!!؟”
واعتبر يعقوب النوفلي في تعليقه على الصورة، أن “الهدف منه قياس النبض وردود الفعل على هذا المنتج من قبل أصحاب البلد”.
وتابع موضحا: “بمعنى هل سوف ينتقدون أو سيتقبلون… لأنه السياسة من الأساس تبدأ بالحجم الصغير، إلى أن تصبح متجذره على أرضية البلد في كل مكان… أي منتج إسرائيلي ليس لدنيا الشرف أن يكون داخل السلطنة وحتى لو كانت مجرد كتابة… هو أمر مرفوض”.
ودوّن حساب باسم “القاسمي الخامس”: “اليوم لغة… بكره يعلم الله وهكذا مثل باقي الأمور”.
ووجه الكاتب العماني مصطفى الشاعر رسالة شديدة اللهجة لهيئة حماية المستهلك، ووزارة التجارة والصناعة تساءل فيها عن دورهم في مثل هذه الأمور. واعتبر أن هذا بمثابة “استفزاز لمشاعر الشعب العُماني والدولة العمانية الذين يرفضون مجتمعين اي نوع من أنواع التطبيع مع هذه الدولة التي تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني العزيز”.
وأوضح أحد النشطاء أن “هذه الأكواب يعتقد أنها تأتي من الصين عبر شرائها من التطبيقات الالكترونية”.
ودخلت “هيئة حماية المستهلك” على الخط وردت على ناشر الصورة بقولها: “شكرا لك تواصلك عزيزي المستهلك… نرجو منك موافاتنا بالتفاصيل على الخاص مع إرفاق رقم هاتفك تكرما”.
وكانت سلطنة عمان، قد أعلنت ترحيبها باتفاق تطبيع العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل، الذي تم الإعلان عنه برعاية أمريكية في ديسمبر/ كانون الاول 2020.
كما سبق وأن زار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، سلطنة عمان في عام 2018. وهي أول زيارة يقوم بها زعيم إسرائيلي منذ أكثر من عقدين، فيما كان ينظر إليه على أنه علامة على دفء العلاقات بين الدولة اليهودية والعالم العربي السني.
إلا أن موقف السلطنة وخصوصيتها والتزامها مع بقية الدول العربية بالمرجعيات السابقة والمبادرة العربية للسلام هو أساس الموقف العماني.
ويشار إلى أن الأصوات الشعبية في السلطنة ترفض التطبيع بقوة، وكذلك موقف المؤسسة الدينية المعارض “لأي تطبيع مع الاحتلال”. وقدم الشعب العماني رسالة واضحة عبرت عن موقفه.
كما أنه وفق محللين فإن مساحة التعبير عن الرأي المتاحة في السلطنة يعول عليها. وبالتالي فإن هذه المواقف الشعبية تعتبر مساندة للحكومة في معارضة التطبيع مع الكيان المحتل.
وفي يوليو/تموز الماضي قال وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، إن سلطنة عمان “لن تكون ثالث دولة خليجية” تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل. مؤكدا في الوقت نفسه احترام بلاده لـ”القرارات السيادية” لمن أخذ هذه الخطوة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا