أين منظومة الدفاع الجوي الإيرانية في الحرب الأخيرة عليها
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات …..
ما جرى مؤخراً في سماء إيران يدق ناقوس الخطر بشدة ويطرح اسئلة إستراتيجية لا تحتمل التأجيل، كيف لدولة ( قارة ) بمساحتها وعد سكانها يتجاوز 90 مليون نسمه تواجه قوى عظمى وتضع نفسها في قلب معادلة الردع الإقليمي والدولي أن تكون أجوائها مفتوحة بهذا الشكل للطيران المعادي الأميركي والإسرائيلي، هذا ليس مجرد خرق بل إنهيار صريح لجزء أساسي من منظومة الدفاع الشامل وهو الدفاع الجوي.
لقد شاهدنا أن إيران تمتلك القدرة على الرد وتوجيه الصواريخ والطائرات المسيرة بدقة عالية نحو أهداف محددة، لكن هذه القدرة تصبح ناقصة وضعيفة إذا لم تقترن بحصانة جوية شاملة، فالهجوم يبدأ أولاً بأختراق الأجواء والرد لا يعني شيئا إذا كانت الأرض مكشوفة لأي غارة مباغتة أو ضربات نوعية توجه للعمق.
أين نظام أس ثلاثمائة الروسي، ولماذا لم يمنع هذا الإختراق ولماذا لم يتم تفعيل منظومات ردع حليفة مثل ما تملكه الصين أو كوريا الشمالية أو حتى تطوير بديل محلي فعال، الصمت أمام هذا المشهد لا يبرره إلا تقصير في قراءة خريطة التهديدات أو تراخ في تحديد الأولويات.
إيران تملك من الموارد البشرية والعلمية والمالية ما يؤهلها لتشييد درع جوي متطور لا يمكن أختراقه بسهولة، والصين أثبتت في الحرب الأخيرة مع الهند والباكستان، أن الردع الحقيقي يبدأ من السماء، وأن من يسيطر على أجوائه يحسم نصف المعركة أن لم يكن كلها.
يجب على القيادة الايرانية أن تعتبر هذا الخرق فرصة لإعادة ترتيب أولوياتها الدفاعية، وأن تقود حملة داخلية شاملة لتطوير منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات تتكامل فيها القدرات المحلية مع دعم الحلفاء الإستراتيجيين، فامتلاك ألف صاروخ هجومي لا يغني شيئا إذا كان العدو قادراً على الدخول والخروج من أجوائك دون ردع.
أكتب من باب المحب لإيران وقيادتها الحكيمة وشعبها العظيم ، ولكونها دولة إسلامية ومدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن أهلنا في غزة العزة، الكيان الإسرائيلي الغاصب والمجرم برمج قدراته العسكرية والأمنية والأستخباراتية منذ 7 من تشرين أول/ أكتوبر 2023 وليس من شهر أو شهرين لضرب إيران ومنشائتها النووية والعسكرية، فالردع لا تبنى بالبيانات ولا بالخطاب ولا بالمواقف بل بالحماية الفعلية للأرض والسماء والحدود، وإيران إذا أرادت أن تحافظ على موقعها كلاعب محوري في معادلة الصراع الإقليمي فعليها أن تبدأ من هنا من سماء طهران ألتى لا يجب أن تخترق بعد اليوم .
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
الكاتب من الأردن